انجار خالد رحمه الله Admin
المساهمات : 157 تاريخ التسجيل : 19/02/2014
| موضوع: معنى الإخلاص الأربعاء فبراير 19, 2014 9:32 pm | |
| الحمد لله القائل: (قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ). [آل عمران:29]. والقائل: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا). [الكهف:110]. والصلاة والسلام على رسوله القائل: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم). [رواه مسلم]. أما بعد:
فإن الإخلاص أهم أعمال القلوب المندرجة في تعريف الإيمان، وأعظمُها قدراً وشأناً، قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ). [الشعراء:88-89]. قال الضحاك: "السليم: الخالص". [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي].
وإن أعمال القلوب أهم من أعمال الجوارح، قال ابن القيم رحمه الله: "أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبعٌ ومكمِّلة، وإن النية بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء الذي إذا فارق الروح فموات، وكذلك العمل إذا لم تصحبه النية فحركة عابث". [بدائع الفوائد].
وبهذا نُدرِك أهمية أعمال القلوب وعِظَم شأنها ووجوب تحقيقها، ومن أهم أعمال القلوب، وأخصِّها الإخلاص.
معنى الإخلاص:
الإخلاص: هو إفراد الله تعالى بالقصد، وهو أن يريد العبدُ بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر، من تصنُّعٍ لمخلوق، أو اكتساب محمدةٍ عند الناس، أو محبةِ مدح من الخلق، أو معنى آخر سوى التقرب إلى الله تعالى.
أهمية الإخلاص:
الإخلاص هو أصل الدين، وبدونه لا تقبل الأعمال مهما كان العمل عظيما، إذ لا بد لكل عمل صالح كي يكون مقبولاً أن يتوفر فيه شرطان:
الأول: أن يكون خالصاً لله تعالى، كما قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ). [البيّنة:5].
الثاني: أن يكون صواباً وِفق ما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). [رواه مسلم].
فالعمل الذي لم يخلص المرء فيه لربه تعالى لا يُقبل منه، بل ويلحق العبد على ذلك خزي عاجل وعذاب آجل، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمَّع سمَّع الله به ومن راءى راءى الله به). (رواه أحمد). أي: "أظهر الله سريرته عاجلاً أو آجلاً بين الناس أنه ليس مخلصاً وإنما أراد أن يسمعوه أو يرونه فيمدحونه على عبادته". [تفسير القرآن العظيم للعثيمين].
اللهم ارزقنا صلاح وإخلاص القول والعمل، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
| |
|